السلام عليكم...
بداية اليكم قصة القصيدة
قصة الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور والشاعر الأصمعي
من ألطف ما ذُكر أن الخليفة أبا جعفر المنصور كان يحفظ الشعر من مرة ، وعنده مملوك أي (عبد) يحفظه من مرتين وجارية من ثلاث - خلافاً للحقيقة حيث أنه هو الذي يحفظه من ثلاث والمملوك من مرتان، والجارية من مرة واحدة - وكان بخيلاً جداً، فكان الشاعر إذا أتاه بقصيدة قال له:
1.إن كانت مسموعة بأن يكون سبقك إليها أحد ويحفظها أحد منا نعلم أنها ليست لك فلا نعطيك شيئا
2.إن كانت غير مسموعة ولا أحد منا يحفظها نعطيك وزن ما هي فيه مكتوبة
فكان الشاعر يقرأ القصيدة فتحفظها الجارية من أول مرة ولو كانت ألف بيت...
فيقول الخليفة للشاعر: أسمعها علي فاني أحفظها وأنشدها لكمالها
ثم يقول هذا الخليفة للشاعر، إن هذه الجارية وراء الستر تحفظها. (وقد سمعتها من مرتها الأولى)
ثم يقول الخليفة: وهذا المملوك أيضا يحفظها. (وقد سمعها مرتين مرة من الشاعر ومرة من الجارية فيحفظها ويقرأها)
من ثم بعد ذلك يقوم الملك بقرائتها وانشادها أيضاً (حيث سمعها ثلاثاً من الشاعر والجارية والمملوك)...
فيخرج الشاعر صفر اليدين. مسكين ههههههه
وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه فغاظه ذلك من الخليفة فنظم أبياتا يستصعب حفظها، ونقشها على صخرة كبيرة ولفها بملاءة وجعلها على ظهر بعير، ولباساً تخفى فيه وتلثم بلثام لم يُعرف منه سوى عينيه، وجاء إلى الخليفة وقال، إني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة، فقال يا أخا العرب إن كانت لغيرك فلا تخص بجائزة وإن كانت لك نعطيك زنة ما هي مكتوبة فيه.
قال : قد رضيت وأنشد:
صوتُ صفيرِ البلبلِ ... هيّجَ قلبِ الثَمِلِ
الماءُ والزهرُ معاً مَع ... حُسنِ لَحظِ المُقلِ
وأنتَ حقاً سيدي ... وسُؤددي وفَوئِلي
وطابَ لي نوحُ الحما ... مِ فوقفوا بالزجلِ
قد فاحَ من لَحظاتها ... عبيرُ وردِ الخجلِ
وقلتُ وصْوصْ وصوص ... فجاءَ صوتٌ من عَلِ
وقال لا لا لا للا ... وقد غدا مُهرول
وفتيةٌ يَسقُونني ... قُهيوةً كالعسلِ
شممتُها في أنففِي ... أذكى من القُرنفَلِ
في بُستتانٍ حَسَنٍ ... بالزهرِ والسرول
والعودُ دندن دندن ... والطبلُ طبطبَ طبطلي
والرقصُ أرطبَ طبطبٍ ... والماءُ شَـقـتَـقـشـقَ لي
شووا شووا على .... وُريِّق السفرجل
وغِردُ القُمَّري يَصِحْ ... فلو تراني راكباً
على حمارٍ اعزل ... أمشي على ثلاثةٍ
كمشيةِ العرنجلي ... والناس قد ترجُمني
في السوقِ بالقبقعلي ... والكلُّ كَلَّع كَعكَعَ
خلفي ومن حويللي ... لكن مشيتُ هارباً
من خيةٍ في عقللي ... إلى لقاءِ ملكٍ
معظّمٍ مُبجّلٍ ... يأمرُ لي بخلعةٍ
حمراءَ كالدَمْلمل ... أجرُّ فيها مأرباً
بِبغدادٍ كالدلدل ... أنا الأديبُ الألمعي
من حيِ أرضِ الموصليِ ... نظمتُ قطعاً زُخرفت
تُعجّزُ الأديللي ... أقولُ من مطلعها
صوتُ صفيرِ البلبل
فلما فرغ من إنشادها بهت الخليفة فيها. ثم نظر إلى الجارية فأشارت أنها لم تحفظ منها شيئاُ وكذلك المملوك,
فقال الخليفة: يا أخا العرب إنك صادق وهي لك بلا شك فاني ما سمعتها من قبل ذلك فهات الرقعة التي هي مكتوبة فيها حتى نعطيك زنتها...
فقال الأصمعي: يا مولاي إني لم أجد ورقا أكتب فيه. وكان لدي صخرة فنقشتها فيها، ولم يسع الخليفة إلا أن أعطاه زنتها دنانير. فنفذ جميع ما في خزائنه من المال، فأخذ الأصمعي ذلك وانصرف.
http://www.2u2d.net/upload/index.php...etfile&id=3152خالص تحياتي للجميع